تجرعنا العذاب ألوان ولكن كنا ومازلنا وسنبقى مسلمين
ذات يوم عدت من باحة السجن إلى السجن
عدت وقد حملت في كيس صدري الكثير الذي قد تراكم على مر العصور
فلم أستطع يوما ًأن آخذ منه ما قد تلف وأرمي به في حاوية
خلف قضبان النسيان بتهمة أنه أصبح من الماضي
0
0
بل إنني أراه نصب عيني وكأنه وليد يومي0000
اقتربت من زنزانتي 00 فتحوا بابها وألقوا بي داخلها
ثم عادوا وأوصدوه بإحكام خشية ًمن هروبي000
دون أن يعلموا أنه لو فتح ليل نهار لما أقدمت على ذلك
فخارج القضبان كداخلها بفارق ٍواحد فقط
هو أنك داخلها ستكون دون أنيـــــــس
0
0
دنوت من ذلك السرير الذي قد وضع في زاوية مظلمة
لينال المرض من { المرض النفسي } وأسأم حياتي
00000إني أهنئهم على فعلهم فقد نالوا مني حقا ً000000
0
0
أصبحت لا أطيق نفسي 00أخاف حاضري وغدي
أعيش الماضي دون ارتقاب المستقبل
لا أعلم متى ستشرق شمس الحياة لتبدد ظلام الموت
الذي طالما زاد اسوداده في عيني000
0
0
هجرني أهلي 000 لا أحمل خبرا ًعنهم
ما إن زالوا في صراع الحياة أم صرعهم الموت !!؟
الذي أرى شبحه يرمقني بعينيه كل يوم 0
0
أقبل الصبح بعد انبثاق فجر حرص ليلة على ألا أغمض جفني 000
0
0
فتح الباب لأفاجأ بجيش من الضربات والعبارات البذيئة
التي برأ الإسلام منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب
وكل ذلك لأنني لم آبه بأمرهم لي { بالنوم }00
0
0
آآآه هاأنذا أعاود الكذب على نفسي بقول أن ما حدث
كان من باب الخوف على صحتي000
0
0
قاموا بسحبي كما لو كانوا يسحبون حمارا ًأجرب
{ أجلكم الله فقد كان هذا حالي بعد المرض }
سلبت غالباً كل الحقوق بزعمهم أنني قمت بالعقوق
0
0
لم أعد قادرا ًعلى أن اسلب طولي و أعيد توظيف أقدامي
في السير لأنها لم تعد قادرة فقد أقدمت على التقاعد منذ زمن ولو
فعلت ذلك فإني بالطبع سأرتكب جريمة !؟؟
أتعلمون لماذا ؟؟
لأنهم أقصر مني قامة ً لذلك لا يحق لي الوقوف 00!
أظل أحبوا على ركبتاي كالرضيع 00
0
0
أ ُخذت إلى القبر الذي يتم فيه إقامت الحد { الجلد }
الذي وضعه البشر لعدم عصيان ما يدعونه بالأوامر 000
صبرت واحتسبت إلى أن أخرجوني من تلك الحجرة
ظنا ًمني أنني ذاهب إلى المقبرة
لأنني كنت قد خرجت منها شبه ميت000
إلا أنهم ألقوا بي كالقاذورات في باحة السجن لأتم التنظيف
فهم لا ينامون إلا بعد وضوح خيوط الفجر سهرا ًعلى الشرب و اللهو00
وقد يسهرون أيضا ًعلى تعذيب السجناء 00
0000وأنا الخادم 0000
أغسل الأكواب وأمسح الدماء
وكل صباح على هذه الحال
مع هذه الوحوش البشرية000
0
0
أظل أنظف و أنظف إلى أن يغدوا ظهري فلقتين
مع آثار السوط السوداء المؤلمة التي أحاطتها
حمرة الصبر00
0
0
وأستمر في العمل إلى ظهور الشفق فيقومون
بسحبي إلى زنزانتي لأكمل يومي مع واقعي المؤلم
وما يشد من أزري إلا ذكرى طفولتي التي تمنيت
وتمنيت أن يعود بي الزمن لأعيشها مرة ًأخرى000
منقول