الداليّة المشهور للحصري الضرير القيرواني :
ياليل الصبّ متـى غـده أقيـام الساعـة موعـده
رقـد السُّمـار وأرّقــه أسـفٌ للبيـن يــردده
فبكـاه النجـم ورقّ لـه ممـا يرعـاه ويرصـده
كلـف بغـزال ذي هيـفٍ خوف الواشيـن يشـرّده
نصبت عيناي لـه شركـاً في النوم فعـزّ تصيـده
وكفى عجبا إنـي قَنِـصٌ للسـرب سبانـي أغيـده
صنـم للفتنـة منتصـبٌ أهــواه ولا أتـعـبـده
صاحٍ والخمر جني فمـه سكران اللحـظ معربـده
ينضو من مقلتـه سيفـاً وكـأنّ النعـاس يغمـدُه
فيريق دم العشـاق بـه والويـل لمـن يتقـلّـدهُ
كلاَّ لا ذنـب لمـن قتلـت عيناه ولـم تقتـل يـده
يامن جحدت عيناه دمـي وعلـى خديـهِ تـورُّده
خدّاك قد اعترفـا بدمـي فعـلام جفونـك تجحـده
إني لأعيـذك مـن قتلـي وأظـنـك لا تتـعـمـده
بالله هب المشتاق كـرىً فلعـلّ خيالـك يسـعـده
ماضرّك لو داويت رمقـاً صـبٍّ يدنيـك وتبـعـده
لم يبق هوالك لـه رمقـاً فلسـت عليـه عُــوَّدُهُ
وغداً يقضي أو بعد غـدٍ هل مـن نظـر يتـزوّده
يا أهل الشوق لنا شـرقٌ بالدمع يفيـض مـورّده
يهوى المشتـاق لقاءكـم وصروف الدهـر تبعـده
ممما أحلى الوصل وأعذبه لـولا الأيــام تنـكـده
بالبيـن والهجـران فيـا لفؤادي كيـف تجلّـده ؟